arablog.org

بسبب التغيرات المناخية لاول مرة في افريقياتونس تسجل أكبر تجمّع لتفريخ “البشروش” او مايسمى بطيور النحام الوردي

  • بسبب التغيرات المناخية

  • لاول مرة في افريقياتونس تسجل

  • أكبر تجمّع لتفريخ “البشروش”

 

في طفولتنا، كنا نتباشر كل عام بصفير طائر البشروش ونعتبر قدومه اشارة لموسم واعد وان هجرته نحو بلادنا تدل علي ان الموسم الفلاحي سيكون متميز وهي عادات وارثنها علي اجددانا وابائنا فنسعى   نحوالاسباخ وشواطئ البحر والمزارع قرب السواحل لنراقب البشروش ونسميه وفقاً لأشكاله والوانه. نحصيها محلقة وساعية خلف الاسماك والحشرات وهاربة من أصواتنا وأحجارنا الصغيرة التي تتسبب في تلقينا التوبيخ وربما العقاب من الكبار
وكم كانت دهشتنا كبيرة حين كبرنا لنعلم أن هذه الطيور تأتي في هجرة مضبوطة المواقيت لتمنحنا معنىً من معاني الحياة وسراً من أسرار هذا الكون المدبر بعناية إلهية فائقة الدقة لتحقيق التنوع الإحيائي والتوازن البيئي. فهذه النسور والصقور واللقالق والبجع والرهو والغرنوق وغيرها من عوابر القارات تمر من قريتنا ومدينتنا وبلدنا في ثاني أهم مسار على مستوى العالم قادمة من مناطق تكاثرها في أوروبا وغرب آسيا وخصوصاً من الدول الإسكندنافية وشرق أوروبا والبلقان وسيبيريا ووسط آسيا في هجرة تصل إلى مليون ونصف المليون طائر سنوياً لسبع وثلاثين نوعاً من الطيور ، تقضي فصل الشتاء في شمال أفريقيا كل عام

لكن في السنوات الاخيرة اتسعت المدن وردمت العديد من البرك والمستنقعات وقطعت غابات على امتداد ذلك المسار في بلد الاقامة ما أدى إلى زيادة عدد الطيور المهددة بالانقراض في اوكار جديدة .
أمر آخر تمثل في الاستخدام غير المرشد للكيماويات الزراعية ونقص الوعي بأهمية الطيور المهاجرة وقلة البيانات الخاصة حولها لوزارة الفلاحة ومحدودية القدرات الوطنية الخاصة بصونها وضعف السياسات والإجراءات التي تهدف إلى صون الطيور المهاجرة ضمن المخططات الوطنية للتنمية وضعف تطبيق القوانين المتعلقة بالصيد والتخطيط العمراني وغيرها جعلت طائر البشروش يغير موطنه الاصلي ويبحث عن مواقع جديدة تكون ملذ امانا
ويتفق الخبراء على أن أكبر خطر يهدد الطيور هو تدمير بيئاتها الطبيعية. أيضاً، تموت بعض الطيور عن طريق التسمم بالمبيدات أو الاصطدام بأسلاك الكهرباء وأبراج الاتصالات، أو التلوث النفطي. إلا أن التهديد الأكبر يتمثل في التغيرات المناخية والتنمية العمرانية والزراعية، وما يصاحبها من تلوث وتفتيت للموائل، بالإضافة إلى المبيدات المستخدمة في الزراعة لمكافحة الحشرات والطيور آكلة الحبوب التي تؤثر على الطيور المهاجرة

وتعتبر الطيور المائية من ابرزها اذ تنتشرُ حولَ العالم العديد من أصنافِ الطيور وهي كائنات فقارية يكسو الريش جسدها وتمتلكُ منقارًا يخلو من الأسنان تمامًا، وتتكاثر الطيور بالبيض وليس بالولادة على عكس الحيوانات، وتستوطن مختلف أرجاء القارات السبع باختلاف البيئاتِ فيها، ومن المتعارف عليه فإن الطيور تبني أعشاشها لتكوّن الأسرة الخاصة بها هناك، وتنقسم الطيور إلى عدة أنواع، منها الطيور المائية التي تستوطن بالمياه الثابتة وتعشش وتفرّخ فيها، كالمستنقعات والبحيرات والشطوط وغيرها، ومن أكثر ما يميزها أنها ذات أصابع ملتصقة ببعضها البعض، ومن الأمثلة على الطيور المائية: طائر البشروش أو طائر الفلامنجو، والإوز وغيرها، وفي هذا المقال سيتم تقديم معلومات حول طائر البشروش. طائر البشروش تتعدّدُ التسميات التي يُعرف بها طائر البشروش؛ فمنها نحام أكبر أو الفلامنجو، وهو عبارة عن طائر وردي اللون يقيم فوق السواحل العمانية غالبًا، ويصنف ضمن الطيور النادرة الانتشار والغريبة أيضًا، حيث أنه خلال طيرانه يحافظ على رقبته ممدودة نحو الأمام في مساعٍ للحفاظ على توازنه بواسطة ساقيه الطويلتين، وتشير المعلومات إلى أن هذا الطائر بالرغم من تواجده في السواحل العمانية إلا أنه لا يتكاثر داخل هذا البلدد ، وإنما تُشاهد صغاره مهاجرة من لشمال نحو السواحل، ويعد من فصيلة الطيور النحامية المدرجة ضمن رتبة كفيات القدم، ويتسم بقدرٍ عالٍ من الجمال للون ريشه الوردي الغريب

وصف طائر البشروش

ينفردُ طائر البشروش بطولِ ساقيه جدًا، كما أنه يمتلك عنقًا ومنقارًا مقوسيّن وقوام رشيق ويتقاربُ حجم جسمها مع حجم الإوزة تقريبًا، إذ تزن ما بين 2-4 كغم، وللطائر قدمٌ صغيرة فيها ثلاثة أصابع أمامية مزودة بغشاء يساعدها على السباحة، ويتسم الريش بالرخاوة والنعومة والألوان المدمجة ما بين الأبيض والأحمر والوردي، ولا بد من الإشارةِ إلى أن طائر الفلامنجو لا يقتصر استيطانه على السواحل العمانية فحسب؛ بل أنه يستوطن العديد من المناطق حول العالم، خاصةً المائية، وتنفرد بوقوفها على قدمٍ واحدة، وتخفي القدم الأخرى تحت جسدها، وتكمن الأهمية في ذلك في المساعدة على موازنة درجة حرارة الجسم. تغذية طائر البشروش تتخذُ طيور البشروش من الطحالب الخضراء المزرقة والأرتيميا غذاءً لها، حيث تشير المعلومات إلى أن الفضل كله يعود للبروتينات التي تحصل عليها هذه الطيور من غذائها على الطحالب وغيرها، وفيما يتعلق بتكاثرها، وتعد من الطيور الاجتماعية جدًا؛ إذ تفضل العيش ضمن جماعات يرتفع عددها إلى الآلاف، ويعزى السبب في ذلك لتوفير الحماية لنفسها من الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك الغذائيّ وقد اتخذت شمال افريقيا وسواحل البحر المتوسط ملذ لها السواحل التونسية بالتحديد

الصيد العشوائي في تونس .. إبـــادة 100 ألف طائـــر سنويـــا

تطلق جمعيات حماية الحيوانات في تونس دوريا حملات لتحسيس الرأي العام و الجهات الرسمية حول الإبادة التي تتعرض لها الطيور في تونس بسبب الصيد العشوائي الذي يستهدف انواعا نادرة و أخرى محمية قانونيا
تعد الطيور في تونس 362 نوعا منها 121 طيرا مهاجرا و184 نوعا تعشش وقتيا أو بصفة دائمة في ربوعنا، بينما بلغ عدد الطيور المنقرضة إلى حد الآن 18 نوعا أهمها النسور. و تعد طيور البومزين و كروان الماء ذو المنقار الدقيق و الحبارة و البط الرخامي و البط زرقاء أحمر و بط أبيض الرأس و صقر بوجرادة رمادي الرأس و نورس بودوين و زران رمادي الانواع الاكثر عرضة للانقراض بسبب الصيد العشوائي الذي يقضي سنويا على مائة الف طائر. و امام ضغط الجمعيات الناشطة في مجال حماية الحيوانات، سارعت الحكومة الى إصدار عديد القوانين التي تنظم الصيد و آخر هذه القوانين ذلك الذي صدر في 30 افريل 1983. و يبقى طائر الحبارة الأكثر إثارة للجدل في تونس حتى أنه تسبب في عديد الازمات الديبلوماسية بين تونس و بلدان الخليج و آخر هذه الازمات تلك التي اندلعت بين تونس و الامارات العربية المتحدة بعد أن ضبطت دائرة الغابات في 15 ديسمبر 2017، بتطاوين أربعة إماراتيين وباكستانين وبنغاليا بصدد صيد طائر الحبارة في عمق صحراء ولاية تطاوين.و تعمدت المجموعة المذكورة استعمال الصقور وسيارات رباعية الدفع لصيد الطائر المهدّد بالإنقراض

لاول مرة في افريقياتونس تسجل أكبر تجمّع لتفريخ “البشروش” او مايسمى بطيور النحام الوردي

تعدّ حاليا المنطقة الرطبة بالمنستير الواقعة قبالة المنطقة السياحية بالمنستير وفي محيط مطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي أكبر تجمّع لتعشيش “البَشْرُوشْ” أو النحام الوردي بالبلاد التونسية يبلغ 32 ألف و900 من النُحَامُ الوردي منها 10 آلاف و300 من فراخ النحام الوردي مقابل ألفين أو أكثر سنة 2017 حسب ما ذكره هشام الزفزاف المنسق الفني بجمعية أحباء الطيور.
أعداد كبيرة من طير النحام الوردي

وتسجّل هذه المنطقة الرطبة بذلك ولأوّل مرّة أعدادا كبيرة من طير النحام الوردي وهو حدث بالنسبة إلى البلاد التونسية وإلى شمال إفريقيا باعتبار أنّ هذا الطائر محميّ حسب القوانين التونسية والاتفاقيات الدولية وفق الزفزاف مبرزا أهمية تثمين مثل هذا الحدث بالنسبة إلى البلاد التونسية.
واضاف أن المراقبين التابعين لجمعية أحباء الطيور انطلقوا منذ 25 جوان 2019 في مراقبة النحام الوردي الذي يعشّش حاليا بالمنستير واتضح لهم بعد قراءة الخلاخيل التي تحملها أنّ من بينها طيور نحام وردي قادمة من اسبانيا وفرنسا وإيطاليا والجزائر حسب هشام الزفزاف الذي أشار إلى أنّ جمعية أحباء الطيور أنجزت سنة 2014 عملية تحجيل لمجموع 47 فرخ نحام وردي في بحيرة قربة بولاية نابل اين كان العدد غير كبير وتقع متابعة تلك الطيور التي وقع تحجيلها في مناطق أخرى منها المنستير وفي العالم وذلك بقراءة الخلاخيل.
دراسة
من جهته ذكر أحمد غديرة رئيس لجنة البيئة والتنمية المستدامة ببلدية المنستير على هامش جلسة عمل انتظمت اليوم بمقر بلدية المنستير خصصت لدراسة إمكانية القيام بعملية تحجيل فراخ النحام الوردي بالمنطقة الرطبة بالمنستير أنّهم قرروا انجاز دراسة أمنية باعتبار أنّ هذه المنطقة الرطبة موجودة قرب مطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي وإبعاد توزيع تعشيش النحام الوردي عن المطار وذلك بتركيز أعشاش اصطناعية.
وستكون عملية تحجيل النحام الوردي في حال أمكن القيام بها أكبر عملية إذ تعتزم جمعية أحباء الطيور تحجيل بين 200 و300 فرخ نحام وردي ومن تلك العملية تثمين هذا المخزون الطبيعي الهامّ والترويج للوجهة السياحية التونسية واستقطاب الاستثمار حسب أحمد غديرة.
منتوج سياحي جديد
وتسعى بلدية المنستير حسب ما أكّده في تصريح رئيس البلدية منذر مرزوق لدعم إرساء السياحة الايكولوجية والسياحة العلمية في المنستير كمنتوج سياحي جديد يمكنه دعم القطاع السياحي في الجهة غير أنّه قال إنّ الأولوية المطلقة بالنسبة إليهم تظل تأمين سلامة الملاحة الجوية لمطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي وذلك في انتظار انجاز الدراسات اللازمة.
يذكر أن جلسة العمل انعقدت اليوم بمقر بلدية المنستير بحضور ممثلين عن بلدية المنستير ووكالة حماية الشريط الساحلي وشركة تاف المستغلة لمطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي وديوان الطيران المدني والمطارات وجمعية أحباء الطيور وجمعية أزرقنا الكبير

يعول  مشروع الطيور المحلقة المهاجرة الذي يسعى إلى تطبيق مفهوم جديد لدمج وصون وحماية الطيور المهاجرة من خلال سياسات واستراتيجيات وطنية، وقد وقعت عليه (12 دولة) هي السودان ومصر وفلسطين والأردن وسورية ولبنان والسعودية واليمن وجيبوتي وأثيوبيا وأريتيريا وتونس ، بالشراكة مع المجلس العالمي للطيور البرية. وسيكون لنشاطات رفع الوعي البيئي أثرها الإيجابي على هذه الطيور

ايمن محرزي

 

about author

aymenmeherzi
aymenmeherzi

ايمن المحرزي صحفي قيرواني تونسي

LEAVE A REPLY

Your email address will not be published. Required fields are marked *