arablog.org

ليلة القدر بالقيروان نكهة لا يفقهها الا اهلها

11263922_1622351778004884_8524317060199729580_n 11745902_1622359461337449_3807220566494879361_n 11750674_1622361178003944_7206552669775964150_n (1) 11751869_1622359864670742_5693924268653700309_n 11751890_1622351731338222_1092441787183988040_n 11751957_1622365794670149_4241073290704588659_n 11752490_1622356711337724_6746554193296697511_n

 

 

ليلة »27« أو ليلة »القدر« هي ليلة مميزة لدى جميع المسلمين، هي ليلة فضلها الله سبحانه وتعالى على كل الليالي فيها العبادة خير من عبادة ألف شهر حيث قال سبحانه وتعالى في سورة القدر: «إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر

 

« سلام هي حتى مطلع الفجر

 

جانب هذه المناسبة العظيمةصاحبته على امتداد  الحقب التاريخية عادات و تقاليد لم يمحها الزمن رغم التطور و التقدم و الظروف الاجتماعية المعيشةو ظلت متغلبة على كل شيء..فقد اعتادت تونس في عهد الباي أن تعطي هذه المناسبة حقها فيخرج الباي  صحبة وزيريه و حاشيته لاقامة الصلاة بجامع الزيتونة   و يشارك الاهالي الاجواء الاحتفالية بالقصبة . و تزين الاسواق كسوق العطارين و سوق القماش و غيرهاو لا تزال هذه الاحتفالت سارية الى اليوم مع فارق الزمن

 

ليلة القدر قدرها أن تكون في القيروان رابعة الثلاث نكهة بطعم  لا يفقهه الا اهله الذين عايشوا اجواءه

 

جامع عقبة :التقاء الأشخاص و الأرواح:

 

نعم فوقع  ليلة  السابع و العشرين من شهر رمضان المبارك  لا تخلو من  أجواء دينية و خاصة في القيروان  ، تتنشق فيها عبير ذلك الزمن الأصيل و الروحي  المميز لجامع عقبة بن نافع  العتيق أين يأتيه الزائرون المصلون من المدينة و مدن مجاورة .تقف في ساحة المسجد و تنظر اليه في خشوع لتتسلل الى داخلك احاسيس ممتزجة بالخشوع  من ناحية و بقداسة ذلك المكان المقدس من جهة أخرى ..هو بالفعل احساس غريب لن تجد  له  أي تفسيرسوى ان تدرك قداسة و هيبة مكان اسمه  جامع عقبة بن نافع.

 

ابو زمعة البلوي « السيد » : عادات الختان و عقد القران

 

ثم تمشي على مهل في شارع « السيد » ابي زمعة البلوي لتدرك في مناسبة اخرى  في جولة  يصاحبك فيها صوت  المشائخ و الابتهالات  وتواشيح وأدعية و تكريمات للمتفوقين في حفظ القران وسط ترديد لايات بيّنات من القران الكريم

 

ليصل صداها كل المسامع و القلوب و تشاهد عائلات خيرت هذه الليلة المباركة لمناسبات ال »الطهور » او الختان و عقد القران لازواج سرت لديهم العادة لتكون في مقام الصحابي وسط عبق » الزهر » و رائحة البخور حيث  يتحرّم العريس القيرواني بالجبة و الشاشية و البلغة  يطوقه اصدقاؤه و احبابه  وسط اغاني السلامية . لفرق عريقة استأنست الحضور في كل محفل و من العادات القيروانية أيضا « الموسم » و يعني أن يحمل الخطيب لخطيبته مجموعة من الهدايا من اواني  » النحاس » و الملابس و غيرها

 

في هذه المناسبة تتزين الشوارع كذلك  وترتدي القيروان  ثوباً جديداً لاستقباله، وتكتسي البيوت بالفرحة، ويحرص القيروانيون  على إضفاء أجواء من الفرحة والسرور بحيث لا يخلو شارع ولا بيت من مظاهر الاحتفال بتعليق الزينات والأضواء المبهرة بأشكالها المختلفة، كما تحرص المحال التجارية والمقاهي على تزيين واجهاتها كما تشهد شوارع المدينة في هذه الليلة حركية كبرى حتى الصباح  مع انتصاب التجار في كل مكان من الحي التجاري الى امام ساحة «باب الجلادين»   على طول السور في اتجاه « باب الخوخة» وفي كل الاسواق العربي والبلاغجية  و «المـرّ» داخل المدينة العتيقة  و يسترزق كل محلات الحلاقة على خلاف العادة  وكما يتولى الشباب و الجمعيات تنظيم تظاهرات و موائد افطار و توزع المأكولات على الفقراء و ضعاف الحال و تلتقي القلوب بنفس صاف يسوده التسامح و الابتسامة كأن بها تتحدى كل ما من شأنه أن ينغص عليها فرحة الحياة

 

ا لمقروض ..الجلجلانية و الحلوى الحمصية

 

في مثل هذه المناسبة  يعرض المقروض  أشهر الحلويات التي تعرف بها الجهة بكل انواعه و مذاقاته  و الزلابية و الجلجلانية  و « الحلقوم »و الحلوى الحمصية

 

بمختلف الوانها الحمراء و البيضاء و الصفراء و يتهافت عليها الصغار كما تنتعش تجارة موسمية خاصة بيع البخور والشموع فضلا عن أنواع عديدة من السواك والحناء التي تستعمل في تلك الليلة..

 

تلك هي القيروان فخر الزمان لا تسع الكلمات أن تترجم ما تختزله من وقار حضاري و ديني و ثقافي …

ايمن المحرزي

share this post
next article

طلبة تونسيون يطورون تطبيق ''الدرع'' للإبلاغ عن العمليات الارهابية تمكن 3 طلبة تونسيين من تطوير تطبيق للهواتف الذكية تحت اسم ''الدرع'' من اجل تمكين المواطنين من الابلاغ عن العمليات الارهابية او تقديم معلومات لقوات الامن حلو اشخاص مشبوه في ارتباطهم بجماعات ارهابية او مواقع لها صلة بالارهاب و صرح احد مطوري التطبيق و هو طالب هندسة يدعى ياسين السالمي ، في تصريح اعلامي ، ان الغرض من انجاز هذا التطبيق هو تشجيع المواطنين على مساعدة السلطات الامنية في الحرب ضد الإرهاب و لفت السالمي الى ان التطبيق في مرحلة التطوير الآن ويسمح بتقديم معلومات حول أشخاص أو أماكن بأسماء مستعارة ، موضحا انه سيتم العمل على إضافة الصور و التعليقات و اوضح ان المستخدم مطالب بإدخال رقم الهوية عند التسجيل في الخدمة وسيتم تحديد موقعه عند تقديمه لأية معلومة ليتحمل مسؤوليته في صورة تعمده تقديم معلومات خاطئة و كشف الطالب عن انه و زملائه يريدون إهداء هذا التطبيق للسلطات الامنية وهم في انتظار موافقة وزارة الداخلية لاستكمال المشروع

about author

aymenmeherzi
aymenmeherzi

ايمن المحرزي صحفي قيرواني تونسي

LEAVE A REPLY

Your email address will not be published. Required fields are marked *