arablog.org

تونس الإنتخاب والإرهاب

في بلد يهزه الإرهاب منذ الثورة تدور حملات الإنتخابات التشريعية والرئاسية بشكل عادي، ويطرح المتنافسون برامجهم الإنتخابية لسكان يعيشون من وقت لآخر على أزيز الرصاص وإنفجارات الألغام.

وتدور الحملة الانتخابية لإستحقاق الأحد بين مختلف المترشحين الذين يطرحون حلولاً عادية أيضاً لواقع ملغم متفجر، كما يقول عدد من أهالي الوسط الشرقي والغربي. فمحافظة القصرين حيث جبل الشعانبي إلى محافظة جندوبة مروراً بمحافظة الكاف مزروعة ألغاماً أرضية تنفجر بين الحين والآخر وتخلف في أغلب الأحيان قتلي بعد ما اتخذ الإرهابيون في جبال المنطقة مكاناً لنشاطهم.

وتشير تقارير أمنية وإعلامية إلى أن الإرهابيين يتبعون “كتيبة عقبة بن نافع” المنضوية تحت تنظيم أنصار الشريعة المحظور في تونس منذ أوت  2013. وبعد الحملات الإنتخابية للقائمات المرشحة لبرلمان تونس عن القيروان، وتسارع نسق الدعاية ومحاولة استمالة الناخبين ويزداد الخطر الارهابي الرافض لسياسة الانتخابات فمثلا في دائرة القيروان نصيبها من المجلس القادمة تسعة مقاعد من إجمالي 217 ويبلغ عدد المسجلين في السجل الانتخابي أكثر من 225 ألف ناخب بحسب احصائيات الهيئة المستقلة للانتخابات وخصصت الهيئة 310 مركز انتخاب لكن جزءا مهما من الناخبين هم من متساكني الريف والذين يعانون  واقع مزري وفقر وبطالة وحرمان اما سكان المناطق القريبة من مناطق عمليات العسكرية ومن الجبال التي تحولت الى مناطق عسكرية مغلقة من سنة 2013 بقرار رئاسي تأثرت حياتهم بشكل كبير بالأحداث الجارية بالجبال فعلاوة على أزيز الرصاص ودوي المدافع والخوف الدائم من أن يكونوا هدفا مباشراً لعمليات قد تنفذها هذه المجموعات فان موارد للرزق قطعت ومرعى اغلقت أمام مواشيهم ودوابهم

واما الشباب بمدينة القيروان فقد  انقسم بين متفائل ومتشائم  قيس الصويعي عبر  عن انتظارته من الانتخابات، يقول: “إني متفائل بالمستقبل ولكن نحن في هذه المناطق المنكوبة منذ زمن بعيد كنا ننتظر ان تتحول محل اهتمام لكنها تحولت إلى مناطق  حملات انتخابية مغلقة فهي سطرا في كل برنامج انتخابي واضاف “الوعود كما تعرفون كثيرة ولكن الكذب كثيرا ايضا والتجربة السابقة خير دليلا وهو لا يصدق جزءا كبيرا منهاوأشار إلى أن “جزءا من الحملات الدعائية لجأت إلى محاولة استمالة هؤلاء المتساكنين عبر استغلال أوضاعهم المادية الصعبة وهو أمرا واضحا عندما يتجول أعضاء القائمات الانتخابية داخل هذه المناطق الريفية بعيدا عن رقابة المشرفين على الانتخابات الذين يهتمون فقط بالتجمعات السكنية الكبرى “.

اما نافع المحرزي فقال انه قبل يوم من انتخابات   ، لا يزال و كثيرون لم يحسموا أمرهم وخاصة أمام ضعف الحملات الانتخابية وقال ربما سنشهد عزوفا واضحا عن المشاركة في الانتخابات التي يرى كثيرون أنها لن تغير من واقعهم الكثير كسابقتها التي انتظروا منها الكثير فجاور مسكنهم غرباء زادوا من صعوبة عيشهم واضاف انها يمكن ان تكون قياسية وتصبح تونس انموذج في الديمقراطية واضاف ان ثقتهم اهتزت من السياسين بعد عجزهم علي توفير التنمية والقضاء علي الارهاب .

وتبقى الجماعات الإرهابية والتهديدات التي تشكلها القاسم المشترك بين المحافظات في تونس  خاصة مع اقتراب موعد الاقتراع وهو ما دفع بوزير الداخليّة لطفي بن جدّو مؤخرا إلى زيارة محافظتي جندوبة والكاف والاجتماع بالإطارات الأمنية هناك بهدف وضع خطط لتأمين نقل المادة الانتخابية في اتجاه مراكز الاقتراع الحدوديّة وازداد الحذر بعد عملية واد الليل بمحافظة منوبة اول امس  .

ورغم أن سكان الارياف يمثلون (73) ثلاثة وسبعين بالمائة  من عدد السكان  الوسط فإن هذا الثقل الديمغرافي لم يكن له التأثير الايجابي لدى معظم القوائم التي اكتفت بالمناطق الحضريّة وأحوازها  وهو ما فسّرته بعض الاطراف  بمحدوديّة موارد هذه القوائم الانتخابية أو ربّما افلاس البعض منها سياسيا وعدم جدية البعض الآخر وساهم في حدوث عديد المخلفات دون رقيب .

ايمن المحرزي

about author

aymenmeherzi
aymenmeherzi

ايمن المحرزي صحفي قيرواني تونسي

LEAVE A REPLY

Your email address will not be published. Required fields are marked *