arablog.org

تونس الشباب والتشغيل

 

يحتفل التونسيون بعد اشهر قليلة بالذكرى الرابعة للثورة، ذكرى أمل في الحرية والكرامة تمتزج باحباط نتيجة وعود لم تتحقق وطموحات تهاوت بمرور الأيام وغياب وفاق وطني ورؤية للمستقبل. تعود ذكرى الثورة في تونس ولا شيء يبدو قد تغير في حياة الناس وتمثل مسألة التشغيل المطلب الأساسي للشباب بعد الثورة،لكن لدولة عاجزة عن توفير مناصب لهم بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي التي تمر بها البلاد وقد التجئت  الحكومة الي توفير شركات واتفاقيات لتشغيلهم  .

 

اتفاقيات قد تنقذ شباب تونس

 

وقع كل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية للصناعية2012 ، اتفاقية تعاون ترمي إلى المساهمة في دفع -التشغيل المنتج للشباب- في تونس وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

ويساهم الاتحاد الأوروبي، حسب بلاغ أصدرته الحكومة التونسية  ، بقيمة 200 ألف يورو حوالي 400 ألف دينار أي ما يعادل 3ر83 بالمائة من القيمة الجملية للمشروع 240 ألف اورو أي 440 ألف دينار.

 

وأعلن الاتحاد أن ملتقى تشاركيا يستجيب بطريقة عملية ومبتكرة للتحديات التي تفرضها بطالة الشباب من أصحاب الشهادات العليا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وانتظم يوم 28 و29 نوفمبر 2012 بقصر المعارض بالكرم.

 

وجمع الملتقى، الذي سهر على تنظيمه كل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية للصناعية، جمعيات تونسية من القطاع الخاص ومن المجتمع المدني إلى جانب عدد من الشباب من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل والقادمين من المناطق الفقيرة.

 

ويطمح الملتقى إلى الإصغاء لمطالب هذه الفئة من الشباب في الجهات وتنمية ثقافة شراكة تتأقلم مع الاحتياجات الخصوصية إضافة إلى تقديم التطبيقات العالمية الجيدة لخلق مواطن شغل منتجة ومستديمة.

 

ويتمثل الهدف في بلورة توصيات واقعية وتوافقية حول سبل إحداث مواطن شغل منتجة باعتماد مقاربة تشاركية للحكومة التونسية وأصحاب القرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

لكن في راي عدد من المعطليين عن العمل ان الحلول المستوردة ليست بحلول جذرية بل وقتية لا اكثر ولا اقل 668_334_138859801434_1387544472images (16)images (17)1958577_10202635628680417_8420010037338912577_n

 

اجراءات اخري عاجلة

 

أعلنت وزارة التشغيل التونسية عن جملة من الإجراءات للحد من تفاقم البطالة في تونس اذ رغم تراجعها الى 15.2بالمائة الا ان مشكل البطالة مازال هيكليا وفي حاجة الى إصلاحات عاجلة.
وتتمثل الامتيازات الجديدة التي تم إقرارها في احداث 3صكوك التشغيل تتكفل الدولة في الصك الاول بـ50 بالمائة من الأجر والضمان الاجتماعي لفائدة خريجي التعليم العالي في الشركات ذات التكنولوجيا العالية مقابل عقود شغل وليس تربصا وسيتم تعويض برنامج التربص «civp»مرحليا بصك التشغيل لانه لم يثبت نجاعته ولا يمكن تجديد الانتفاع بالصك طالما ان الشركة لم تنتدب 70بالمائة على الأقل من المنتفعين بالصك.
وكما ستتمتع الشركات الاخرى بامتيازات تصل الى25بالمائة من الأجر والضمان الاجتماعي شرط انتداب بعقود شغل خريجي التعليم العالي.
ويتمثل الصك الثاني في تمكين العمال من تكوين إضافي وتكفل الدولة بكلفة التكوين في حدود 3 الاف دينار شرط تمكين المنتدبين من عقود شغل وليس تربصا.
اما الصك الثالث فهو صك التكوين ويهم الاختصاصات غير المتوفرة وذلك بالتنسيق مع مراكز التكوين الخاصة في المناطق التي لا يتوفر فيها التكوين العمومي في الاختصاصات المطلوبة من الشركات. بالتوازي مع هذه الصكوك تم ادخال تجربة المؤسسات التضامنية التي توقع الوزير ان تنجح في تونس وتتمثل في تقديم اكثر من شاب لمشروع مندمج في الاقتصاد الجهوي ينتفع عند الموافقة بتمويل بـ150الف دينار دون ضمانات مع تمكين اصحاب المشروع من الخريجين من التمويل الذاتي بسقف 5الاف دينار .
كما يتواصل تشجيع برنامج المشاريع الصغرى بسقف 100الف دينار لغير الحاصلين على شهائد عليا و150 الف دينار لأصحاب الشهائد.
عمل بالخارج
و احداث مكتب تشغيل في قطر وقريبا في كندا والسعودية وذلك قصد دعم التشغيل بالخارج و استكشاف فرص تشغيل الإطارات كما ينطلق خلال أكتوبر القادم العمل بموقع واب يتضمن عروض الشغل الدولية .
كما تم العمل على وضع برنامج ادماج العائدين من الهجرة الطوعية «الحارقين» بالخصوص لأحداث مشاريع بسقف يصل إلى 11الف دينار وذلك بالتنسيق مع فرنسا وسويسرا

 

الشباب يلتجئ لحلول كالحرقة والارهاب والادمان  والاعتصامات

 

اتهامات عديدة توجّه الى الشباب بعد الثورة تتهمه فيها بـ «التقاعس» وغياب المسؤولية. شباب تراجعت مشاركته السياسية والجمعياتية… متهم بالوقوع بين براثن «الانحراف» والمخدّرات… والارهاب والتطرّف..
ثورة وهزّات و  تغيرات
بعد أن كان عيد الشباب يوم 21 مارس اقترن العيد بيوم 14 جانفي، تاريخ الاحتفال بالثورة التونسية كتعبير على أن الثورة هي أيضا ثورة شباب.
في المقابل تكشف الدراسات والأرقام أن الشباب يُعاني من عدّة مظاهر سلبية.
ومن المظاهر التي أصبحت تميز الشباب ارتفاع نسبة الانحراف والأمية. حيث ارتفعت معدلات الانقطاع عن الدراسة بحوالي 30٪ لينضاف حوالي نصف مليون أمي الى تونس.
ومن خلال دراسة أجرتها مؤخّرا الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدّرات تبين أن هناك 100 ألف تونسي مدمن معظمهم من الشباب ومنهم 8 آلاف فتاة.
وتؤكّد الدراسة تصاعد هذه الظاهرة بعد الثورة حيث أن 70٪ من الفتيات انطلقن في تعاطي المخدّرات بعد الثورة.
وقد تجاوزت الظاهرة المهمشين والعاطلين عن العمل لتمسّ فئات أخرى من طلبة وتلاميذ ومحدودي الدخل.
ويرجع البعض ارتفاع معدلات الانحراف وتعاطي المخدرات الى قسوة ظروف العيش وتراجع دور الدولة في القيام بوظائفها في زرع الأمن وتوفير مواطن الشغل وتحقيق التنمية.
تطرف وتهميش
أكد الأمين العام لاتحاد المعطلين عن العمل سالم العياري ان الشباب الذي قام بالثورة ورفع شعار شغل حرية كرامة وطنية، قد وجد نفسه في التسلل مشيرا الى ارتفاع معدلات البطالة وعدم ايفاء الحكومات المتعاقبة بدورها في التشغيل والتنمية. وأن الميزانيات الموضوعة قد تم رصدها على حساب ميزانية التشغيل.
من جهة أخرى تشير الاحصائيات الى ارتفاع أعداد التونسيين الواقعين بين براثن التطرف والجهاد في سوريا. وتشير الاحصائيات الى وجود ما بين 3 و4 آلاف مقاتل تونسي في سوريا. قُتل منهم حوالي 983 في حين مازال هناك حوالي 1270 في عداد المفقودين.
وتؤكد الدراسات العالمية تنامي عدد الشباب التونسي الذي وقع استقطابه من طرف منظمات متطرفة بعد الثورة.
وحسب أرقام المنتدى التونسي الاقتصادي الاجتماعي فإن أكثر من 40 ألف تونسي قاموا بعملية هجرة سرية بعد الثورة و تم تسجيل 5400 قتيل في سنتين.
وقد اكد علماء النفس وعلماء الاجتماع في تونس ان اللجوء الى الحرقان هو جزء من اللجوء الى «الارهاب الكبير» والانحراف والادمان.. وتعود هذه المظاهر السلوكية الى الشعور بالظلم والقهر والاضطهاد وانسداد الأفق.
واعتبر أن من يشعر بتوازن نفسي والقناعة بوجود متطلبات الحياة البسيطة والكريمة لا يفكر في الهجرة السرية.
وحسب الدراسات ان 11٪ من الحارقين بين 15 و19 سنة و36٪ منهم بين 20 و24 سنة و37٪ بين 25 و29 سنة و14٪ بين 30 و40 سنة.
الصراع مع الشيوخ
رغم المؤخذات وأصابع الاتهام الموجهة نحو الشباب، فإن فئة الشباب في المقابل تعتبر بأن الشيوخ قد سرقوا ثورتهم: حيث أن من يمثلون معظم الأحزاب ويتقلدون المناصب هم من الشيوخ. ويؤكد المختصون أن مشاركة الشباب التونسي في الأحزاب التونسية تبقى دون المأمول. ويرجع البعض ذلك الى تواصل النظم السابقة والشعور بالاحباط بسبب تفاقم التهميش الاقتصادي والاجتماعي… لتبقى مشاكل الشباب في حاجة الى بحث أكثر وأعمق

 

فمتي يكون لشاب في تونس دور فاعل يقيه سلوكات الادمان والهجرة

 

ايمن المحرزي .

 

 

 

.

 

 

 

about author

aymenmeherzi
aymenmeherzi

ايمن المحرزي صحفي قيرواني تونسي

LEAVE A REPLY

Your email address will not be published. Required fields are marked *